عبده على العودي .... نشاء وترعرع في كنف أسرة محدودة الموارد والامكانيات، وفي بيئة تنعدم فيها كل مقومات التعليم،  فكان ان انتقل في مقتبل عمره للدراسة في مدينة عدن حيث نهل من هذه المدينة العلم المتاح، وأخذ منها كل معاني الصبر، وتحمل فيها مشاق الحياة ... فكان كل ذلك دافعاً له في كل مراحل عمره للبحث عن ذاته والاعتماد على نفسه، واختبار قدراته التى نضجت بعيداً عن الأهل والأحباب، ومع مشقة الحياة وصعوبتها وانعدام سبل المعيشة، اتخذ قرار الهجرة والاغتراب ليغوص في اعماق المجهول وهو في ريعان شبابه ...  فكانت هجرته الي المملكة العربية السعودية ليبدأ من هناك مسيرة الكفاح حيث إتجه نحو العمل في المجال الطبي.. ذلك المجال الذي كان يراوده منذ الطفوله بسبب إنعدام الخدمات الطبية في منطقته وفي اليمن كافة ان ذاك.  متنقلاً بين هذه المنشأة وتلك، فُصقلت مداركه وتوسعت معارفه وبنيت قدراته واشتد عوده ليكون مع مرور الوقت راس مال مكنه في نهاية السبعينات من التفكير في العودة الي ارض الوطن والشروع في استثمار مدخراته في المجال الذي احبه ووجد فيه نفسه... وهو المجال الطبي والتجاري في قطاع الأدوية والمستلزمات الطبية.

 وكان له ما أراد حيث عمد الى توظيف راس المال البسيط الذي جمعه من اغترابه  في تأسيس اول مستوصف طبي اهلي في اليمن عام 1978 في مديرية دمت )محافظة اب سابقا الضالع حاليا(، ذلك المستوصف الذي من خلاله استطاع  توفير الخدمات الطبية لابناء منطقته والتخفيف من معاناتهم،  حيث كان المستوصف يقدم خدمات طبية رمزية لاتتعدى  كلفة  أجور الكادر الطبي ان ذاك حيث كانت رسوم المعاينة تتراوح بين  10- 20 ريال فقط ، بالاضافة الى جلب الدواء من العاصمة وصرفه للمرضى في المستوصف بهامش ربحي بسيط.

 وليصبح السفر والترحال هو عنوان حياة / عبده علي العودي ، ليستقر به المقام في بداية الثمانينات من القرن الماضي في العاصمة صنعاء ،ويقوم باول خطوات التطوير الذاتي ، بافتتاح  اول باكورات اعماله الرئيسية في المجال الصيدلاني  "صيدلية اليمن السعيد"  وتغدو سلسلة  " صيدليات اليمن السعيد"  المنتشرة  في ربوع  اليمن هي رمز مسيرة الكفاح والعطاء المستمر.

 لم يتوقف الطموح عند هذا الحد بل تعداه الى ماهو ابعد من ذلك ، حيث عمد المؤسس في عام  1987الى تأسيس " شركة ارض الجنتين للادوية والمستلزمات الطبية" والتي من خلالها استطاع تمثيل كبرى شركات الادوية العالمية  كوكيل رسمي معتمد لتلك الشركات في اليمن..  أولى عبده العودي شركة ارض الجنتين جل اهتمامه وسخر لها كل امكانياته ، ووضع خلفها كل ثقله ، وجلب لها افضل القدرات البشرية المؤهلة في المجال الصيدلاني ، وليرتقي بها سلم النجاح ،  لتتمكن شركة ارض الجنتين للادوية والمستلزمات الطبية من الاستحواذ على ثقة العديد من الشركات العالمية المصنعة للدواء ، وتحقق الشركة النجاح المشهود ، فتتوسع الاعمال ويستمر النمو ويتطور معها اُسلوب الادارة  وفق رؤية تهدف الي تحسين الاداء العام المرتبط بالتطوير والبناء المؤسسي ، و التميز المهني المستند على  اللالتزام العالي بمبادئ واخلاق المهنة و التي كرسها المؤسس في نفوس ابنائه العاملين في الشركة ، مما اهل الشركة في 2009م  للاستحواذ على  ما نسبته (13.4%)  من حجم سوق الدواء في اليمن .

اضف الي ذلك ما اكتسبته الشركة من شهرة وسمعة ومكانة مرموقة على الصعيد الاقتصادي في اليمن ، اذ ترتقي شركة ارض الجنتين الى مصاف الشركات الرائدة في مجالها في اليمن خاصة وانها تقوم على تغطية كل محافظات الجمهورية من الأدوية والمستلزمات الطبية وفق افضل المعايير المعتمدة عالمياً ، وتمثيلها لكبريات الشركات المصنعة للدواء في المنطقة العربية ودوّل أوروبا ، و تبوئها مركز الصدارة في قائمة المنشأت المماثلة والتي يتجاوز عددها الـ 300 منشأه ...كل ذلك  جعل التفكير ينصب في اتجاة انشاء "مجموعة شركات عبده العودي للتجارة والاستثمار"  وتغدو "شركة ارض الجنتين"  العمود الفقري لها ، وتتوسع الاعمال وتتطور وتصبح الشركات الشقيقة هي الرديف الساند  لأعمال المجموعة ومن تلكم الشركات :

• شركة نشوان فارما المحدودة

• شركة اليمن السعيد للتجارة والوكالات والمحدودة

• سلسلة صيدليات اليمن السعيد